الاثنين، 31 أكتوبر 2011

تفاصيل سرقة أعضاء الأفارقة المتسللين إلى إسرائيل عبر سيناء.. عصابات من البدو تحتجز المتسللين فى مغارات بسيناء وتساومهم على حياتهم وسرقة أعضائهم



«فى الحياة كلنا هاربون نسعى لتحقيق حياة أفضل لنا ولأطفالنا، منا من يهرب لبناء وطن ومنا من يهرب من وطنه سواء بطرق شرعية أو غير شرعية، بحثا عن لقمة خبز فى ارض مجهولة »

هذه كلمات شاب سودانى يدعى «ياسر إبراهيم هارون» يبلغ من العمر 22 سنه، جاء من إقليم دارفور قاصدا التسلل لإسرائيل، جسده الضئيل يحمل حروقا خطيرة وتقيحات لا يزال يعالج من اثارها داخل مستشفى العريش العام، «ياسر» نجا من موت محقق بعد تعرضه للتعذيب والتهديد بسرقة اعضائه وهو ما يكشف عنه هذا التحقيق الاستقصائى الذى يخترق عالم عصابات تهريب الافارقة وقتلهم ونزع أعضائهم بهدف الاتجار داخل وخارج مصر وبيعها بآلآف الجنيهات، وإلقاء الجثث فى الصحراء لتلقى مصيرها أما بتحللها أو نهش الحيوانات المفترسة لها، أو العثور عليها ووضعها داخل مشرحة مستشفى العريش العام لتشريحها والتعرف على سبب الوفاة.

دخول مشرحة مستشفى العريش العام يتطلب النزول عبر أربع درجات من السلم، لترى بداخلها ثلاجات الجثث يوجد بكل منها درجين أو ثلاثة أدراج، والتى تضم حاليا خمسة جثث لأفارقة منهم الجثث الثلاثة التى تم العثور عليها منذ عدة أيام، مما يتسبب فى رائحة العفن تدل على استقبال قريب لجثث متحللة. 


ووفقا لشهادة عامل بالمشرحة طلب عدم ذكر اسمه – أكد أن المستشفى أحيانا كثيرة تستقبل حالات من الافارقه لا تقوى المشرحة على تحمل عددهم، لذا تضطر إلى وضع أكثر من ثلاثة جثث فى درج ثلاجة واحد، وتتنوع الاصابات مابين جثث مقتولة برصاص الحدود أو ممزقة الجسد قبل التشريح الاستكشافى، وهو ما يعنى أن تلك الجثث تعرضت لفتح وسرقه أعضاء..
أحيانا يصل عدد الجثث إلى 10 حالات كما قال لنا « ع.ب» احد الأطباء بمستشفى العريش العام، مؤكدا أن طاقة المشرحة أحيانا لا تتسع لعدد الجثث التى تستقبلها.


« نساء ورجال تلقى جثثهم ممزقه فى صحراء شمال سيناء بدون بعض الأعضاء وذلك اثر حقنهم بالبنج حتى لا يفسد العضو، ثم تحمل أعضائهم فى ثلاجات صغيرة ويتم تهريبها عبر الحدود» هذه هى شهادة الطبيب «ع.ب»، مشيرا إلى ان معظم الأطباء يتجاهلون كتابة تقارير طبية عن حاله الجثث الممزقة هربا من المسئولية، ويكتفون بوصف سبب الوفاة فى تصاريح الدفن بانه «لازال قيد البحث»، وهو ما يعد مخالفة صريحة للوائح والقوانين المنظمة لعمل الأطباء.


بالعودة إلى قصة ياسر الشاب السودانى، نتعرف أكثر على تفاصيل رحلته من السودان حتى وصوله إلى قسم الحروق والجراحة فى الدور الثالث بمستشفى العريش، قبل ان يبدأ ياسر كلامه ظلت عيناه المنكسرتين معلقتا على باب الحجرة فى توتر كأنة يخشى دخول شخص ما، فخرجت كلماته مرتعشة من الخوف الذى انتابه من جراء التعذيب الذى تعرض له على يد عصابات تهريب الأفارقة من سيناء إلى إسرائيل، مما جعل جسده الضئيل ملئ بالتقيحات والحروق، حالته الصحية الرثة أعجزتنا عن فهم ما يقول لدرجه أجبرتنا على أعاده التسجيل معه ثلاث مرات... تذكر ياسر تفاصيل رحلة تهريبه من السودان إلى الحدود المصرية، قائلا « احد الأشخاص يدعى ياسين وعدنى بالسفر إلى لبنان على أن يكون السفر مجانا وان يدفع لى نفقات السفر بمجرد وصولى إلى سيناء... فوجئت فور وصولى مصر انه سيتم ترحيلى إلى إسرائيل ورغم هذا استسلمت لقدره دون اعتراض فإسرائيل أهون ألف مرة من رصاص الهَرب »

جثث الضحايا

تعذيب ياسر بدأ عندما فوجئ بطلب من « جماعات التهريب المسلحة من البدو» بمضاعفة المبلغ الذى اتفق على دفعه من 8 ألاف دولار إلى 16 ألف دولار، وهو أمر كان خارج الاتفاق الذى ابرمه فى السودان مع الجماعات التى تسهل هروبه من هناك، حيث كان الاتفاق ينص على أن الانتقال سيكون مجانا على أن يدفع 8 ألاف دولار عند الوصول للحدود المصرية، فى رحلة تستغرق ثلاثة ليالى ويتنقلون خلالها من ثلاث إلى أربع عربات «لاندكروزر»، مغطاة بخيم لا تسرب شعاع شمس ولا نسمة هواء على حد تعبيره، وأحيانا يستقلون مركب صغير عن طريق قناة السويس، الا ان ياسر عندما اكد لهم انه لا يستطع دفع كل هذا المبلغ تعرض للتعذيب عن طريق رش جسده النحيل بماء النار وكية بالجمر وكسر ضلوعه.. 

وقال ياسر محاولا إلتقاظ أنفاسه خاطفا نظرة سريعة على باب الغرفة « البدو قالولى لازم تدفع فلوس كتير... قلتلهم ماعندى، جابوللى تليفون وقالولى كلم اهلك يدفعولك وإلا سنقتلك ونأخذ أعضائك...، احد أفراد الأمن وصف لنا وضع ياسر قائلا «بينام كالمولود فى بطن أمه منكمش فى أخر السرير وجسمه كله بيترعش» ليقاطعنا ياسر قائلا « انا أسف كان نفسى اخلق حياة جميلة لى ولأطفالى »... ياسر تمكن من الهرب من البدو بعدما القوه فى الصحراء لأسباب لايعلمها إلى الله حتى عثرت عليه قوات حرس الحدود لتسلمه لمستشفى العريش العام.. قصة ياسر تتشابه مع قصص الكثيرين من الأفارقة النازحين بقصد الهرب إلى اسرائيل فى رحلة هجرة غير شرعية عبر الحدود المصرية.

رباب عبد الغنى سليم ناشطة حقوقية تعمل تطوعا فى غسل وتكفين جثث الأفارقة أكدت أن 50 % من الجثث التى تأتى تكون منزوعة الأعضاء، خاصة « الكبد والكلى والقرنية وأحيانا القلب » يتم وضع تلك الاعضاء فى ثلاجات صغيرة بعد استخراجها فى غرفة مجهزة لانتزاع الأعضاء أو فى عربة صغيرة أشبة بعربات الإسعاف وتنقل عبر الحدود أو إلى بعض المستشفيات الاستثمارية التى سحب منها الترخيص أكثر من مرة.

و تضيف رباب «الافارقه يعتقدوا أن إسرائيل هى ارض النعيم مايعرفوش أن الفتيات يغتصبن من عصابات البدو وإذا نجحوا فى العبور لإسرائيل يمتهن الدعارة والرجال يعملون فى الجيش الإسرائيلى واغلبهم يصبح «جواسيس».

حادث سيارة وقع منذ عدة ايام فى طريق « المهدية»، كشف النقاب عن استمرار تجارة الأعضاء بشمال سيناء رغم نفى جميع السلطات الأمنية، حيث فوجئ اهالى قبائل «الشيخ زويد» وفقا لرواياتهم إن السيارة التى توفى فيها طبيب يدعى «س..ع »، كانت تحمل ثلاجة صغيرة تحوى مجموعه من الأعضاء. 

تهريب الأعضاء أو الأغشية المنتزعة من جسد الأفارقة عبر الحدود إلى إسرائيل امر سهل حيث يتعاون ضباط الجيش الإسرائيلى مع بدو من سيناء من منطقتى القسيمة ووداى الجمر، ووفقا لتقرير مركز الدراسات السودانية فإن ثمن الكلية فى مصر يصل إلى « 30 ألف دولار »و «40 ألف دولار للخصية الواحدة » و«40 ألف دولا ثمن الرحم » ويبلغ طاقم الأسنان السودانى «15 ألف دولار » وكذالك تعرض العيون والأجهزة الداخلية حتى القلب للبيع.

اللافت ان كل هذه الممارسات تحدث على الرغم من ان المادة السادسة من قانون مكافحه الاتجار بالبشر رقم 64 لعام 2010، تنص على معاقبة كل من ارتكب جريمة الاتجار بالبشر بالسجن المؤبد والغرامة التى لا تقل عن مائة ألف جنيه ولا تتجاوز خمسمائة ألف جنية.
 
المفاجأة الأخرى تكمن فيما كشفه الشيخ محمد رشيد شيخ قبيلة التياها – الذى أكد أن أشهر الأشخاص المتاجرين بالأفارقه والمتعاملين مع إسرائيل هو شخص يدعى ( س.. ن )، هارب من حكم بالمؤبد ويعرف نفسه «بالسلطان» يعرف بأنه مقتدر يملك كثير من المال والسلاح، ويضيف الشيخ ان ( س.. ن ) يقوم بتخبأة الأفارقة فى كهف سرى يبعد 40 ك تقريبآ عن مدينة « نخل» طريق نفق «نوبيع» ويبعد عن العريش 155 كيلو متر مشيرا إلى انه مكان نائى لايوجد به احد، يقول الشيخ « كنا نرى لديه أحيانا سيارة بيضاء كبيرة أشبة بعربة الإسعاف تأتى له عند منزله، وفى إحدى المرات وجد بعض الشباب لديه طبيب تقريبا فى الخامسة والثلاثون من عمره، اعتقدنا وقتها انه مريض، إلا أننا عرفنا فيما بعد انه طبيب ثم فوجئنا بوجود عدد كبير من الافارقه عنده، وفى احدى الجلسات العرفية اقر انه يتاجر فى الرقيق فقط كوسيلة للمعيشة على اعتبار انه كغيرة من أهل سيناء بلا عمل، إلا أن خوف أهل القرية من احتمال تحويل الأمر لمافيا جعلنا نجبره على الرحيل وبالفعل هاجمناه منذ شهرين إلا انه هرب، وبعدها اكتشفنا مقبرة جماعية على بعد 500 متر من منزله، بها العديد من الجثث الممزقة وكثير من الهياكل العظمية ».

فى اتصال تليفونى مع شاب اريترى يدعى «وليد داوود» من داخل «سجن رمانة» قرب العريش تحدث «اليوم السابع» مع الشاب ابن الثلاث وعشرون عاما، والذى وصف رحله النازحين من اريتريا إلى السودان ثم إلى سيناء، مؤكدا ان البداية كانت مع احد المنظمات الدولية فى السودان المختصة بشئون دارفور، والتى تحصلت على اموال منه ومن اصدقائه تتراوح بين «-1000 2000 دولار »، مشيرا ان بعض الهاربين لا يلجأون إلى هذه المنظمات ويكتفون بعلاقاتهم مع بعض السماسرة، ممن هم على علاقة ببدو فى شمال سيناء، يقول داوود « فى مدينة «كسلا « اتفقت مع احد الأشخاص على الهرب لإسرائيل على أن يكون النقل مجانا وان ادفع 10 ألاف دولار عند الوصول لسيناء عن طريق عربات لاند كرورز تحمل مابين -15 17 شخص، ولو حاول احدنا التحرك من السيارة يطلق عليه الرصاص مباشرة.. نحن لم نكن نعرف أين نحن أو إلى أين سنستقر حتى نذهب لإسرائيل كل مانعرفه هو أننا سنذهب إلى سيناء، داوود أشار إلى أنهم أثناء احتجازهم لدى البدو فوجئوا بمضاعفة المبلغ، ومن لايدفع يعطوهم تليفونات اهله للتواصل معهم بعد تلقيهم لجرعه تعذيب بوسائل متنوعة كالضرب بالسوط والخراطيم وإلقاء المياه الساخنة على جسدهم... وبعد صمت دام لفترة حاول داوود أن يصف مشهد قتل صديقة أمام عينه بيدى البدو قائلا «قتلوا زميلى «روزانى برهانى» أمامنا واخذوا جثته وألقوها بالصحراء ليؤكدوا على تنفيذ تهديداتهم فى حاله عدم دفعنا للفلوس».


3 التعليقات

I am curious to find out what blog platform yοu havе been using?
Ι'm experiencing some small security problems with my latest website and I'd like to fіnd ѕomеthing moгe гisk-free.

Do you have anу sοlutions?

my weblοg: ipad repair selangor

Right heгe iѕ thе right websіte fог anyone
who ωishes to undеrstand this topic. You knoω so much its
almost haгd tо argue with you (not thаt I аctually will need to…HaHа).

Үоu certаinly put a new sрin on a topiс that's been discussed for decades. Great stuff, just excellent!

My site ... ipad repair selangor

Hi there, You have done an excеllent job. I will certainly digg
it anԁ personally recοmmend to my friends.
I am confiԁent they'll be benefited from this web site.

Also visit my website - wiredtree vps

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...