السبت، 24 مارس 2012

سقوط أول ضحايا أزمة البنزين فى 2012


المصدر (الشروق)
استمرت أزمة البنزين الطاحنة تفرض نفسها على مصر، ولقى شاب مصرعه وأصيب آخر برصاص أطلقه صاحب محطة وقود فى قرية نواج بمحافظة الغربية، بعد مشاجرة بينهما بسبب اختفاء السولار.

وتمكنت الشرطة من القبض على صاحب المحطة، جمعة خيشة عمر، بعد ساعات قليلة من الحادث، وذكرت تحرياتها أنه تشاجر مع جودة إبراهيم ضبش، 36 عاما، من قرية دمشيت مركز طنطا، بسبب اختفاء البنزين، فأخرج صاحب المحطة مسدسا وأطلق عدة أعيرة نارية أصابت الآخر فى بطنه، ليلقى مصرعه فى الحال، بينما أصيب آخر، يدعى عبدالعال محمد.

وخرج أهالى الضحية غاضبين، وقطعوا الطريق وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات، وتدخلت فرق من الأمن المركزى والشرطة العسكرية، وتدخل بعض نواب الشعب والشورى، وانتقل مدير الأمن والحاكم العسكرى، فى محاولة لفتح الطريق الذى أصيب بالشلل التام.

وفى مدينة الفيوم، أصيب اثنان فى مشاجرة بالأسلحة البيضاء، وتعرض عامل بالمحطة للإغماء نتيجة تكدس المواطنين على ماكينات البنزين، وقال أصحاب محطات إنهم اتصلوا بالشرطة العسكرية للسيطرة على الأمور، لكن دون استجابة.

وشوهد العشرات يبيعون البنزين فى جراكن أمام محطات الوقود بالفيوم، بأسعار مضاعفة، دون رقابة، وهو المشهد الذى تكرر فى دمياط، حيث يباع السولار علنا فى شارع عزبة اللحم، على بعد أمتار من مركز الشرطة، ومنطقة الإسعاف.

وأصيب الطريق الزراعى بين محافظات الدلتا بشلل تام، بسبب طوابير السيارات أمام محطات الوقود، وخاصة عند منطقة قليوب، وتحولت المسافة بينها وبين مدخل القاهرة إلى رحلة من العذاب، يقطعها المسافرون فى ساعات طويلة.

وقال وكيل وزارة التموين بالقليوبية، فكرى قورة، ان المحافظة لها وضع خاص فى أزمة البنزين والسولار، حيث تمر بها سيارات 11 محافظة، وهو ما يتسبب فى تكدس السيارات التى تأخذ من حصة المحافظة دون وجه حق.

وشهدت محافظة المنيا 12 مشاجرة فى يوم واحد بسبب أزمة الوقود، أصيب خلالها 6 مواطنين، وازدحمت طوابير السيارات على مداخل محطات الوقود لأكثر من كيلومترين، فى الوقت الذى وصل فيه سعر صفيحة السولار إلى 60 جنيها فى السوق السوداء، رغم أن سعرها الحقيقى لا يتعدى 23 جنيها داخل محطات الوقود، كما امتدت الازمة للمخابز التى لم تجد حصتها من السولار.

وقد وقعت مشاجرة مسلحة بين قريتين بسبب أسبقية التمويل بمركز سمالوط أسفرت عن إصابة 6 من اهالى القريتين وهما قريتا كفر المدارو والصالحية.
 
واعترف وكيل وزارة التموين بالمنيا، عزت حمزة، بالمشكلة، مؤكدا أن الكميات المدفوعة من البنزين والسولار لا تكفى احتياجات المستهلكين خاصة مع دخول موسم حصاد القمح وحرث الأرض.

وأضرب نحو 25 سائقا فى أشمون، بالمنوفية، عن العمل بموقف قرية طهواى بمدينة أشمون وامتنعوا عن تحميل الركاب بسبب نقص السولار مطالبين بزيادة الأجرة وتوفير كميات إضافية بمحطات الوقود.

وطالب المضربون، المحافظ، أشرف هلال، بالتدخل لحل الأزمة وتوفير سلعة السولار ومحاربة المحتكرين لها.
 
وفى المنوفية أيضا، حطم مجهولان محطة وقود، وكسرا ماكينات السولار، بسبب الزحام الشديد حولها.

وأضرب العشرات من سائقى البحيرة عن العمل احتجاجا على اختفاء الوقود، فيما شهدت الطرق الرئيسية والسريعة زحاما شديدا بسبب طوابير السيارات أمام محطات البنزين، وسط مشاجرات لا تتوقف.

وضبطت مديرية التموين بالبحيرة 21 ألف لتر من البنزين 80 والسولار قبل بيعها فى السوق السوداء، كما أحبطت جمارك بورسعيد محاولة تهريب 16 حاوية بها 400 طن بنزين إلى سوريا.

وقال مصدر أمنى مسئول ببورسعيد إن انبعاث رائحة البنزين من الحاويات شكك رجال مكافحة التهريب فى الشحنات.

كما ضبطت مباحث التموين بالقاهره 4 آلاف لتر بنزين داخل محطتين بمصر القديمة والساحل وألقت القبض على العاملين بهما بتهمة بيع الوقود بأسعار أعلى من الحقيقى.

وخلال زيارته لأسيوط، أرجع وزير التموين، جودة عبدالخالق، أزمة البنزين والسولار وأسطوانات الغاز إلى «الانفلات الأمنى والأخلاقى الذى تعيش فيه البلاد منذ الثورة»، موضحا أن وزارة التموين لا تستطيع وحدها مواجهة الأزمات والمشاكل التى تعانى منها البلاد.

وأضاف الوزير أن الوزارة ستبدأ من أول مايو المقبل بتطبيق مشروع اسطوانات الغاز بالبطاقات على الاسر الكبيرة والصغيرة وذلك لتقنين اوضاع الغاز والسيطرة على السوق السوداء التى يسيطر عليها اصحاب المستودعات، حسب قوله.

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...